تزخر محافظة شبوة بالعديد من الشعراء الشعبيين،ولا تكاد منطقة من مناطق محافظة شبوة تخلوا من وجود أحد الشعراء البارزين،الى وقت قريب.
ولم يكن هاؤلا الشعراء مجرد شعراء يرددون القصائد والزوامل في الافراح والمناسبات،بل هم أكثر من ذلك!
حيث استطعنا من خلال قصائدهم واشعارهم أن نحصل على معلومات تاريخية هامة ،من خلال وصفهم للعديد من الاحداث وتحديد زمن تلك الاحداث.
ولم تقتصر اشعارهم على ذكر الاحداث فقط،بل نجد أن بعضهم وصف بعض تلك الاحداث وصفآ دقيقآ تشعر من خلاله وكأنك عاصرت تلك الاحداث،كما وصفوا حدود بعض القبائل والدول،بالاضافة تحديد أنساب الكثير من سكان شبوة ومرجعيتهم، وتعد الكثير من أشعارهم بمثابة مراجع تاريخية يستطيع أي باحث الاعتماد عليها دون تشكيك.
ولكننا اليوم نفتقد لغياب معظم هاؤلا الشعار وخلوا الساحة بعد رحيل الكثير منهم، وعدم قدرت الشعراء الشباب على تغطية هذا الفراغ الذي حدث نتيجة لغياب تلك الكوكبة من أعلام الشعر الشعبي الشبواني،بعد أن تأثروا بالحداثة والتطوير،والجزء الأكبر من الشعراء الحديثين غلبة على أشعارهم سمة التقليد،وهو ما جعل أشعارهم تخلوا من نكهة الموروث الشعبي لمناطقهم، عداء قلة قليلة منهم.
لذا فالشعر الشعبي مهم جدآ وهو يعد موروث من مورثات هذه المنطقة او تلك،ويعد بمثابة الهوية التاريخية.
ولو عدنا الى بعض الاشعار القديمة لوجدنا أن بيتين من الشعر فقط توصلك الى معرفة تاريخ قبيلة أو منطقة، أو معرفة قصة حرب أو صلح! أو حدث مهم مرت به المنطقة.
والامثلة على ذلك كثيرة، لا يسعفنا الوقت لذكرها في هذا الموضوع الذي يعد بمثابة مقدمة للاهتمام بالشعر الشعبي في محافظة شبوة،وسوف نتطرق الى لتوضيح في موضوعات لاحقة أن وجد من يهتم بهذا الجانب، حتى يستفيد منه الشعراء الشباب،وكذا المهتمين بتاريخ المنطقة والباحثين عن معرفة الكثير من الاحداث التي تم توثيقها عن طريق الشعر الشعبي.
فربما تجد قصيدة قديمة تعجب بها فقط، ولكن عندما يتم شرح القصيدة وتوضيح الهدف منها، تتحول من مجرد قصيدة شعرية الى قصة مشوقة تقودك الى معرفة الحدث واتخاذه دليلآ على صحة تلك الروايه.
وهذه المهمة لا تقتصر على عضو معين،بل يتطلب الاهتمام بها من قبل الجميع، ونرجو من الاعضاء الكتابة عن تلك الأعلام البارزة للشعر الشعبي في محافظة شبوة، كل حسب قدرته وحسب معرفته بهذا الشاعر أو ذاك.
والفائدة سوف تعود على الجميع، لكون ذلك يعد بمجرد تاريخ للمنطقة، التي مع كل أسف لايوجد لها تاريخ مكتوب، ولم يعد لنا سوى الشعر الشعبي مرجعآ تاريخيآ للمنطقة،وحتى نقطع الطريق على كل من يحاول أن يستغل هذه النقطة ويكتب التاريخ على مزاجه وما يتوافق مع أهواءه .
أتمنى أن تلقى هذه الدعوه استجابة،وأن كان الوقت غير مناسب، نتيجة لكون هناك من شغلنا بالاهتمام بمثل هذه الجوانب،من خلال افتعال العديد من القضايا التي هدف من خلالها أن لا نفكر سوى في كيفية توفير لقمة العيش،أو الانتقام أو الاحتراز من أخ أو صديق يتربص بي أو أتربص به.
تحياتي للجميع.